موريتانيا: حفل تنصيب الرئيس غزواني اليوم الخميس بنهكة جزائرية مغربية

شكل حفل تنصيب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لمأموريته الثانية المزمع إقامته اليوم الخميس بعد ساعات قليلة حدثا تاريخيا تشهده موريتانيا لأول مرة في تاريخها

فلأول مرة تنجح موريتانيا بإقناع المغرب والجزائر بموقفها من قضية الصحراء الغربية والمتمثل في انتهاج الحياد الإيجابي وعدم الانجرار إلى تبني أي من الموقفين المتناقضين.

وعلى عكس المرات السابقة التي كانت موريتانيا تدفع فيها ثمن مواقفها وتدخل في أزمة سياسية مع المملكة المغربية عند استقبال أي ممثل للجمهورية العربية الصحراوية فقد نجحت اليوم في ضم الرئيس الصحراوي ورئيس الحكومة المغربي إضافة إلى رئيس الوزراء الجزائري وهي سابقة تحسب للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.

كما أن هذه الشخصيات المتصارعة وبهذا الوزن لم تجتمع إلا في إطار اجتماعات الاتحاد الأفريقي أو اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي أيضا نقطة أخرى تحسب للنظام الموريتاني الحالي.

هذا وكثيرا ما شهدت العلاقات الموريتانية المغربية توترا وفتورا يمتد أحيانا لمدة سنوات عند زيارة أي مسؤول صحراوي لموريتانيا كما كانت العلاقات الموريتانية الجزائرية أيضا تشهد توترا وفتورا عند أي تقارب بين موريتانيا والمغرب وهي القاعدة التي استمرت منذ انسحاب موريتانيا من حرب الصحراء وحتى قدوم الرئيس غزواني والذي استطاع بدبلوماسيته الخاصة أن يتقرب من البلدين بالتساوي دون أن يكون لذلك انعكاس على العلاقات مع أي من البلدين.

ويتوج حفل التنصيب اليوم هذه الدبلوماسية وذلك بحضور هذه الشخصيات في نفس الحفل وهو ما قد يبشر باستمرار. نفس النهج وربما تعزيزه في المأمورية الثانية لغزواني.

يذكر أن موريتانيا ورغم تقاربها الشديد مع الجزائر وتدشين نقطة حدودية بين البلدين وقرب انتهاء الطريق الجديد الذي يربط بين البلدين لأول مرة منذ الاستقلال إلا أنها رفضت الانضمام إلى التكتل الذي أقامته الجزائر وتونس وليبيا بحجة أنها لن تنضم إلى تكتل يقصي المغرب ويتعارض مع أهداف ومبادئ اتحاد المغرب العربي الذي يضم البلدان المغاربية الخمسة كما أنه وفي المقابل رفضت أي عروض مغربية تقصي الجزائر أو تكون على حساب العلاقات بين البلدين.

جدير بالذكر أن المغرب يتمسك باعتبار الأراضي الصحراوية جزء لا يتجزأ من الأراضي المغربية ويقدم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل لهذا الصراع بينما اعترفت موريتانيا بالجمهورية الصحراوية في 27 فبراير 1984 إبان عهد الرئيس السابق محمد خونه ولد هيداله وتبنت الحياد الإيجابي من القضية الصحراوية ويعتبر هيداله من أكثر الرؤساء قربا من الصحراويين وهو ربما ما يفسر الزيارة الوحيدة التي قام بها الرئيس الصحراوي ليلة البارحة لهيدالة مباشرة بعد قدومه لنواكشوط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى