كتابة كلمة نواگشوط / محمد الامين ولد عابدين
یمکن إجمال ما تطرحه كتابة كلمة نواگشوط بالحروف العربية في النقطتين التاليتين:
1- إثبات أو حذف ألف الوصل التي قد تسبق النون.
يصر بعض الكُتاب على كتابة كلمة نواگشوط بألف وصل قبل النون، متشبثا بالقاعدة التي تقول إن الساكن في اللغة العربية لا يُبدأ به بل لا بد أن يُسبق بألف ثابتة خطا (كتابة) بصفة دائمة، كما تُثبت لفظا في بداية الكلام، وتسقط في درج الكلام.
وعموما، فإن السكون في اللهجة الحسانية التي تنتمي إليها هذه الكلمة غالبا ما يكون سكونا مُشابا بفتح أو ضم أو كسر (أي أنه ليس سكونا خالصا)، وهذا ما حمل بعض المُعتنين برسم الكلمات الحسانية (وخاصة الأعلام) على التريث قبل إثبات ألفِ وصلٍ لا تفيد ضرورة في الاقتراب من النطق الصحيح للمفردة المتناولة، بل إن هذه الألف تثير، في حالات كثيرة، لبسا لدى القارئ الذي يظنها همزة قطع ويميل غالبا إلى نطقها محققة مهما كان موضعها من الكلام، وربما اقترح لها شكلة تبعدها كثيرا عن النطق الصحيح، كما تبعدها عن الكتابة المتعارف عليها اليوم بالحروف اللاتينية أيضا (محمد بباه ولد محمد ناصر، 2007، ص: 102).
2- كتابة الكاف المعقودة الواقعة قبل حرف الشين:
نجد أن معظم الكتاب قد درج على رسم الكاف من كلمة نواگشوط كافا معقودة، ويضعون أحيانا فوق هذه الكاف فتحة أو ثلاث نقاط فوقها أو تحتها إشارة إلى أنها تنطق قافا نجدية أو حجازية، مثل نطق الجيم في شمال مصر.
أما الصورة الأخرى التي ترسم بها هذه الكاف المعقودة (في كلمة نواكشوط) فهي “نواقشوط” أو “انواقشوط” بالقاف، وقد يضعون فوقها ثلاث نقاط، خاصة لدى الكتاب التونسيين، ومن قاس كتابتها على كتابة شنقيط (التي ينطق سكان موريتانيا قافها قافا نجدية) كتبها بقاف نجدية.
ختاما، فإن الرسم الذي أثبته الدكتور محمد بباه ولد محمد ناصر في أطروحته لنيل دكتوراه الدولة هو الرسم الأنسب لهذه الكلمة (نواگشوط)، حيث يرى أن يُكتب هذا العلَم بحذف ألف الوصل قبل النون لما قد يُسبّبه هذا الألف من إرباك للقارئ وخاصة من لم يسمع النطق بهذا العَلم من متقني اللهجة الحسانية، وحتى يتواءم مع الكتابة بالحروف اللاتينية. وأن ترسم القاف النجدية كافاً فوقها خط، وهي طريقة كانت مألوفة لدى الموريتانيين، وشائعة في باقي بلاد المغرب.
……………………………………………………..
المراجع المعتمدة:
☆ ولد محمد ناصر محمد بباه ، من أزمة البادية إلى التحضر الفوضوي في موريتانيا (نواگشوط أنموذجا)، أطروحة لنيل دكتوراه الدولة، جامعة محمد الخامس، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، المغرب، 2006-2007.
☆ ولد أحمد يورة محمد الديماني، إخبار الأخبار بأخبار الآداب (تحقيق أحمد ولدالحسن)، منشورات معهد الدراسات الإفريقية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1992.