منتجع جوخه… إقبال منقطع النظير للاستمتاع بالأجواء الطبيعية الخلابة

تمتع أغلب مناطق موريتانيا الشرقية والجنوبية خلال موسم الخريف الحالي بمناظر طبيعية خلابة حيث الماء والخضرة والطبيعة تتجسد في تناغم بديع بعد هطول الأمطار بكثرة خلال هذا العام على تلك المناطق، وإن كانت لم تصل إلى الكميات الكبيرة التي عرفتها البلاد خلال السنة الماضية، بينما يشهد نواكشوط موجة حر شديدة ممتدة من شهر يويلو وحتى الآن.
وهو ما جعل مجموعات كبيرة من الموريتانيين تهاجر خلال موسم الخريف إلى المناطق الشرقية والولايات الواحاتية وايضا الجنوبية المحاذية لنهر السنغال.
الطريق إلى المنتجع:
يقع المنتجع في بلدية انتيكان في ولاية اترارزة جنوبي موريتانيا، وبالتحديث على بعد 17 كلم جنوب مدينة الركيز، وهي المدينة التي يقصدها أغلبية السائحون للمبيت فيها إما قبل الذهاب إليه الى المنتجع صباحا أو بعد العودة منه مساء، وذلك نتيجة لوعورة المنطقة وبعدها عن الطريق الأسفلتية.
تتميز الطريق إلى المنتجع بأنها طرق ومسالك طينية ورملية، وسط انتشار كثيف للحشائش والمستنقعات، وقد زاد من وعورة الطريق أعمال الحفر التي التي تقوم بها الشركة المغربية ” اسطام” لشق قنوات الرأي واستصلاح الأراضي في اركيز.
ومع ذلك فإن هذا لم يقلل التوافد على المنتجع والذي أصبح أهم المقاصد السياحية في البلاد، خصوصا في ظل قربه النسبي من مدينة اركيز، والطريق الإسفلتية المؤدية إلى المذرذرة، تكنت.
منتجع جوخه: متنفس لسكان نواكشوط ومصدر للرزق للمنمين والمواطنين:
أصبح منتجع جوخه متنفسا للآلاف من سكان نواكشوط ومدن اترارزة القريبة منه وبالأخص البلديات التابعة لمقاطعة اركيز، خصوصا أن المنتجع يشكل واحة طبيعية خلابة وسط الصحراء والرمال القاحلة، كما أن قرب المنتجع من العاصمة، وبعد المناطق الجنوبية والشرقية جعرافيا، جعله مقصدا سياحيا للموريتانييون الذين بدأوا التوافد عليه قبل ثلاث سنوات، وصار يعرف بهذا الاسم منذ خريف 2020.
ولا يقتصر الأمر على سكان العاصمة ومدن اترارزة القريبة من المنتجع، بل أصبح مقصدا للسائحين من كل حدب وصوب من موريتانيا ابتداء من نهاية شهر يوليو وحتى نهاية شهر سبتمبر من كل عام أي خلال موسم الخريف الذي تشهده البلاد.
وقد ساهم إقبال الموريتانيين على المنتجع في توافد المنمين والمستثمرين والعمال اليدويين، مما ساهم في استفادتهم من المعاملات التجارية التي يشهدها المنتجع، فيما يتعلق ببيع الأغنام وذبحها وطبخها، وبناء الخيام وإعداد الشاي وغير ذلك.
جوخه: قبلة للشباب والموظفين:
نتجة لقرب منتجع جوخه النسبي من نواكشوط مقارنة بالمناطق الشرقية ومناطق النهر، فإن الشباب يستغلون الفرصة لتنظيم رحلات يومية أو أسبوعية إلى المنتجع من أجل الاستمتاع بأجوائه الخلابة وقضاء اليوم فيه وللتقاط الصور التذكارية لتوثيق الرحلة ومباهات الأصدقاء بتلك الزيارة وأحيانا لمجرد تقليد الجموع الغفيرة التي قصدت المنتجع.
كما أن قرب المنتجع أتاح للموظفين المحرومين من قضاء العطل في الداخل، من استغلال فرصة العطلة الأسبوعية التي تبدأ منتصف يوم الجمعة والعودة مساء الأحد، وهي فرصة لم تكن متاحة قبل اكتشاف المنتجع خلال خريف 2020 أي قبل ثلاث سنوات من الآن.
تقييم للخدمات المقدمة، ومدى استجابتها للمعايير السياحية:
ما يمكن قوله أن السلطات الجهوية في ولاية اترارزة لم توفق في استغلال الفرصة التي حباها الله بها، حيث كان من الممكن أن تستغل هذه الفرصة، وتقوم بإنشاء طريق أسلفتي إلى المنتجع، وبناء نزل أو فنادق للمبيت، وتوفير مطاعم ومحلات تجارية خلال فترة الخريف، وهي الخدمات التي سترفع من الإقبال على المنتجع، كما ستوفر مردودا اقتصاديا كبيرا للسلطات الجهوية والإدارية في الولاية.