موريتانيا تتبنى موقفا قويا ضد مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني في غزة
يعتبر التصريح الذي نشره الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني على حسابه على موقع ” تويتر” موقع ” إكس” حاليا ليلة البارحة من أقوى المواقف العربية والإسلامية التي نددت بالمجزرة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الـ11 من حربه على غزة بقصف مستشفى المعمداني، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 500 شهيد ومئات المصابين.
وقال غزواني ، إنه “ككل الموريتانيين، أتألم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من قتل وحصار وتشريد”.
وأضاف غزواني في تغريدة عبر حسابه بموقع أكس، أنه “إذا لم يتدارك عقلاء العالم و أصحاب الضمائر الحية، ما يحدث من فظائع في فلسطين فستكون جريمة اليوم آخر مسمار يدق في الثقة بالعدالة و القوانين والمواثيق و الأعراف الدولية”.
من جهتها أصدرت الخارجية الموريتانية مساء أمس بيانا أعلنت فيه عن “إدانتها واستنكارها للجريمة البشعة والمجزرة المهولة التي ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية هذا المساء بقصفها لمستشفي المعمداني في غزة، مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحي من النساء و الأطفال و المدنيين العزل”.
بينما قال وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك في اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي مفتوح العضوية على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اليوم الأربعاء، إن مجزرة “المعمداني” جريمة حرب بامتياز تعكس بوضوح تنكر الاحتلال الإسرائيلي التام لكل المعايير الأخلاقية ولأبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني.
وأعلنت الخارجية الموريتانية على غرار الأردن والعراق والحكومة الفلسيطيية في رام الله وجامعة الدول العربية إعلان الحداد في البلاد وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام ، فيما أعلنت لبنان الحداد اليوم الأربعاء، بينما صدرت اكتفت الدول العربية الأخرى ببيانات الإدانة للمجزرة، وإن كان الموقف العربي اللافت هو إعلان وزارة الخارجية الأردنية إلغاء القمة الرباعية التي كانت مقررة اليوم الأربعاء في عمان بمشاركة الرئيس الأميركي جو بادين والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني وذلك بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف المستشفى المعمداني في غزة، وذلك في ظل المظاهرات التي قام بها المواطنون الأردنيون ورفضهم لزيارة الرئيس الأميركي إلى عمان، وأكدوا الدعم المطلق للمقاومة الفلسطينية وصمود أهالي قطاع غزة.
وعلى نفس المنوال خرج الموريتانيون ليلة البارحة متظاهرين أمام السفارة الأمريكية في نواكشوط محملينها المسؤولية عن المجزرة والأعمال الوحشية الإسرائيلية المستمرة منذ أحد عشر يوما على التوالي في قطاع غزة، وأعلنوا حتى وقت متأخر من ليلة البارحة عن دعمهم المطلق لأهالي غزة، وهي المظاهرة التي كانت عفوية والتي كانت انعكاسا لموجة التظاهرات التي عرفتها عدة دول عربية وإسلامية ليلة البارحة وصباح اليوم الأربعاء.
ويمكن القول أن الموقف الموريتاني الرسمي من أفضل المواقف العربية والإسلامية، وإن كان لم يتجاوز التنديد، فإن طبيعة الحال والواقع يجعل هذا الموقف هو أكبر ما تستطيع موريتانيا فعله نتيجة لقدراتها ودورها الدبلوماسي المحدود، والتابع في السنوات الأخيرة للملكة العربية السعودية والإمارات، وإن كانت موقف ولي العهد السعودي من أفضل المواقف التي اتخذها منذ توليه لهذا المنصب.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب يوم أمس الموافق اليوم الـ11 من حربه على غزة مجزرة جديدة بقصف مستشفى المعمداني، مخلفا أكثر من 500 شهيد ومئات المصابين، بينما خلف القصف المتواصل للاحتلال على غزة حتى الآن أكثر من 3 آلاف و200 شهيد و12 ألفا و500 جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء، في حين ردت المقاومة الفلسطينية بقصف تل أبيب وعسقلان ضمن عمليتها طوفان الأقصى.